البصمة اليوم .. والحكومة تحت الاختبار وتوقع اختناق مروري مروع
وسط أزمات محتملة ومشكلات متوقعة تضاف إلى العراقيل المتواجدة في أروقة جهات الدولة، يطبق نظام البصمة غداً (الأحد)، بنسبة مئة في المئة ليشمل جميع العاملين والمسؤولين بلا استثناء. ففيما رحب البعض بالقرار لوضع الجميع «على مسطرة العدالة والمساواة»، عبّر نقابيون عن تخوفهم من أن «تبصيم الجميع بلا استثناء» يعني ازدحام مؤسسات الدولة بأعداد كبيرة لم تكن تتواجد من قبل، وهذا لم يتم الاستعداد له بصورة كافية، سواء على مستوى المواقف أو حتى تجهيز المكاتب المطلوبة للعاملين الذين كانوا يداومون في الميدان العملي أو الذين لم يكونوا يحضرون بالأساس من بيوتهم.
ودعت نقابات العاملين في الجهات الحكومية إلى التضامن لخدمة موظفيها وتوصيل المطالب إلى المسؤولين برفض تطبيق البصمة بهذه الصورة غير المدروسة، معلنة عن اجتماع في القريب العاجل رداً على القرار وإيجاد حلول سريعة لخدمة الجميع، معتبرة أن بعض القرارات غير المدروسة تخرج من ديوان الخدمة المدنية من دون علمها.
ولفت ممثلو النقابات إلى أن الازدحامات المرورية ستتضاعف بسبب القرار الى جانب عدم توافر مكاتب ومواقف لإجمالي عدد الموظفين.
وفي الوقت الذي عبر المؤيدون للقرار عن ابتهاجهم به؛ لأنه يضع الجميع على قدم المساواة، أكد المعارضون له أن جهات الدولة لم تستعد بصورة كافية، الأمر الذي سيضعها في أزمة كبيرة، سواء على مستوى النواحي التنظيمية أو الإدارية، كما لم يتم النظر إلى الموظفين الذين تستدعي ظروف عملهم التواجد في ميادين العمل في الشوارع منذ الصباح الباكر.
لا إعفاءات
إلى ذلك، جدد مدير عام المؤسسة العامة للرعاية السكنية بدر الوقيان، التأكيد على إلزام جميع الموظفين العاملين في المؤسسة بالحضور والانصراف في مواعيد الدوام الرسمية والمحددة عن طريق البصمة ابتداء من غد الأحد.
وشدد الوقيان في تعميم له على عدم استثناء أي فئات عاملة في المؤسسة أيا كان مستوى وظائفها الإشرافية أو المصنفة أو مدة خدمتهم من الالتزام بالبصمة اليومية، عدا أصحاب الإعاقات الشديدة أو الذهنية المتوسطة بشرط تقديم شهادة من الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة تفيد بذلك.
إلى ذلك، بيّن رئيس نقابة العاملين في المؤسسة عبدالرحمن الغانم أن «مهندسي المواقع لن تطبق عليهم البصمة غدا الأحد، في حين سيكون الحضور والانصراف من خلال الكشوف خلال هذه الفترة».
وحذر الغانم في تصريح لـ القبس من حدوث مشكلات غداً في مواقف السيارات، لا سيما أن التوقعات تشير إلى أن جميع العاملين سيحضرون في أوقات العمل الرسمية التزاماً بالقرارات الصادرة، في حين أن الطاقة الاستيعابية المحددة لجميع المواقف المتوافرة لن تكفي، مما سيؤدي إلى التسبب في ازدحام مروري غير مسبوق وخلل في المبنى الذي لن يتحمل أوزان تلك المركبات.
وطالب الغانم المسؤولين في «السكنية» بإصدار أوامر بمنع دخول أي مركبات لا تعود إلى الموظفين داخل المواقف العليا والمتوافرة في سراديب المؤسسة نظراً لأن القدرة الاستيعابية والتحملية للمواقع لا تتحمل الأعداد المقبلة للعمل.
وتابع: على المسؤولين تفعيل البطاقات الخاصة بالموظفين وإيقاف دخول المراجعين من على البوابات وإتاحة المواقف المحيطة بالمؤسسة من جميع الجوانب لتجنب أي حوادث وازدحامات يمكن أن تتزامن مع عودة الموظفين.
شلل مروري متوقع
تتزايد التوقعات من اختناق مضاعف في الشوارع والطرقات غداً (الأحد)، مع تطبيق نظام البصمة بلا استثناءات. وتساءلت مصادر مطلعة: هل اتخذت الجهات المعنية الاستعدادات المطلوبة لمواجهة الزحمة التي ستبلغ أشدها في بداية الدوام ومع خروج العاملين من مكاتبهم إلى بيوتهم؟ وهل ستتحمل وزارة الداخلية، ممثلة في إدارة المرور، وحدها مسؤولية مواجهة الاختناق؟
تعليقات
إرسال تعليق